(نوافذ) يستطلع آراء المواطنين حول مخرجات الاجتماع الأخير للجنة الوزارية لكوفيد19

أحد, 05/07/2020 - 13:52

نوافذ (نواكشوط ) ــ استطلع موقع "نوافذ " آراء عدد كبير من المواطنين من مختلف المشارب حول قرار اللجنة الوزارية الإبقاء على الإجراءات الاحترازية ، وأوامر محمد ولد الشيخ الغزواني للحكومة باتخاذ كل التدابير ، واستكمال كل الترتيبات العملية قبل نهاية الأسبوع المقبل كآخر أجل لخلق الظروف المناسبة للخروج الآمن من فترة الإجراءات المشددة المعتمدة حتى الآن وذلك خلال ترأسه اليوم الجمعة اجتماعا تقييميا شاملا لعمل اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تفشي فيروس كورونا كوفيد19 .

وقد اختلفت آراء من استطلعنا آراءهم حول القرار بين مرحب به ، ومنزعج منه ، فيما أجمع الكل على حاجة المواطن البسيط للدعم والمساندة في ظل جائحة كورونا سواء كان ذلك الدعم مع الإبقاء على الإجراء الاحترازية أو بعد رفعها .

أحمد سالم ولد محمد رأى أن فتح الطريق في الوقت الحالي قد يكون فيه تسرع ، والمهلة التي أعطاها الرئيس لاستكمال ترتيبات الخروج الآمن غير كافية ، لأن ذلك يتطلب بنية تحتية صحية في داخل البلد قادرة على استيعاب المصابين بما فيهم أصحاب الحالات الحرجة .

وأكد أحمد سالم أن الوقت لم يحن بعد لفتح الطريق ، وأن على الدولة أن تبحث عن آلية لتسيير الوضع دون فتح الطريق .

أما المفتش التلميدي ولد أحمد سيدي فرأى أن إشارة الرئيس ذات بعدين أولهما يشير للالتزام بترك مساحة من المسؤولية لكل وزير لترتيب أوراق وزارته ، وتسييرها وفق استيراتيجية يقتنع بها ، ويستطيع الدفاع عنها ، وبالتالي ما دام وزير الصحة كان في جولة استطلاعية للداخل ، وجاء بتقرير من المنطقي ترك هامش له لترتيب أموره ، أما البعد الثاني فهو عربون موجه للشعب المتطلع لفتح الطريق ؛ إنه بالمجمل وضع لقدم هنا وأخرى هناك .

محمد فاضل هاشم وهو موريتاني مقيم في الخارج ذهب إلى أن ضعف المراكز الصحية في الداخل وغياب البنية التحتية تحتمان مراجعة استيراتجية مواجهة هذا الوباء ، لأن الواقع أثبت فشل الاستيراتيجية الحالة .

محمد ولد اسويدي من النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي : قال لنوافذ إن كلام الرئيس يجب أن يصاحبه فعل لأن الشعب منذ ثلاثة أشهر في سجن كبير ، وبالتالي حين يفتح الطريق مرة واحدة ستحدث أزمات في النقل ، ومضاربات في أسعاره ، وكل ذلك يجب أن تضعه السلطات في الحسيان ، فالإجراءات يجب أن تراعي كل خصوصيات مجتمع ضعيف كان يعاني السجن العام ، وبالتالي فهو بحاجة لوضع طواقم طبية في محطات سيارات النقل ، ومراقبة سعر التذاكر.

وأكد ولد اسويدي أن مهلة الأسبوع مسألة إيجابية لتستعد الجهات المعنية وتعد نفسها ، ثم لتفتح شهية المواطن المتطلع لفتح الطريق ويستعد بدوره للسفر ، لكن السؤال يقول محمد هو لما ذا أغلق الطريق من البداية ؟ إذا كان للخوف من كورونا فإن هذا الخوف ما زال قائما ، ولا داعي لفتحها ، بل إنه قد يكون انتحارا قبل إعلان الانتصار على الوباء .

شيبت ولد يعقوب رأى أن مخرجات اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة بكورونا كانت مخيبة لآمال الكثير من المواطنين والأسر العالقة ، معتبرا أن هنالك العشرات من المعلمين والأساتذة يعيشون ظروفا صعبة بعدما حبستهم الإجراءات الاحترازية بعيدا عن ذويهم ودون عمل .

وقال ولد يعقوب إن تدخل الدولة كان ضعيفا ودون المستوى ، فصعوبة الوضعية الوبائية لا مراء فيها ، وكان من الأجدر الفتح بين الولايات في ظل التسلل اليومي للأسر النافذة والتي قد تحمل الفيروس الذي نخشى انتقاله ، وبالتالي ما دام الإغلاق ليس عاما ولا باتا يكون فيه ظلم لمن لا نفوذ له ولا وساطة ـــ حسب تعبيره ــ

ولفت شيبت إلى أن هنالك عائقا كبيرا هو البنية التحتية الصحية المهترئة بالداخل ، وغياب الصناديق الداخلية لأطر الولايات ، وهي أمور كان يجب أن تستدعي من الدولة رصد سيولة من صندوق كورونا للتدخل في الولايات الداخلية .

وضم ولد يعقوب صوته لأصوات القائلين إن أسبوعا واحدا ليس كفيلا بإصلاح المنظومة الصحية بالداخل  وتأهيلها ، وبالتالي فإن الأوامر الرئاسية يجب أن تستهدف ترتيب الأولويات ، وأن تجهز على الأقل المنشآت الصحية في عواصم الولايات والمقاطعات .

الحضرامي ولد محمد وهو مهندس اتصالات في شركة نوكيا قال إن المواطن الموريتاني تعود على الارتجالية التي طبعت القرارات المصيرية المتخذة في العهود الماضية ، ولا يخفى على أحد أن هنالك تأني ودراسة للقرارات التي تهم المواطن بشكل عام ، فالقرارات لم تعد تؤخذ من فراغ ، لأن كل قطاع أعطيت له المسؤولية ، ويدرك أنه سيحاسب على أي تقصير .

وأكد الحضرامي المجمع عليه من هشاشة النظام الصحي بالداخل ما يجعل من التفريط فتح الطريق في وضع قد يؤدي إلى كارثة ، مشددا أن فتح الطريق دون دراسة ودون أخذ في الاعتبار لمعطيات الواقع الصحي خطير .

وتناول الحضرامي زيارة وزير الصحة معتبرا أنها كانت جيدة ومن الأكيد أنه سجل خلالها ملاحظات تتطلب وقتا لمعالجتها أو التغلب عليها ، وإيجاد حل مستعجل للمستعجل منها ، فضلا عن أن الطريق طال عهدها بالحركة وبالتالي تحتاج الصيانة ، كل ذلك يؤكد أن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني يولي أهمية لكل ما يمس مصلحة المواطن أو يخدمه ، وأن صحة هذا الموطن ركن ركين ضمن الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار عنده .

وخلص الحضرامي إلى أن مخرجات اجتماع اللجنة الوزارية لمواجهة كورونا أوضحت أن هنالك من يهتم بصحة المواطن وحياته ، ولا يقدم على الأمور دون تبصر ودراسة ، وهي بداية ستكون موفقة في خدمة الصالح العامة ، متمنيا أن يرى في قادم الأيام خطوات جريئة تمس الصالح العام .

إسحاق ولد سيديا بدوره قال إن فتح الطريق الآن قد يكون فيه تسرع ، فالبنية الصحية منهارة ، والموارد المرصودة للأزمة لم تر على أرض الواقع لا في بعدها الرسمي ولا الجمعوي ، والكمامات والمعقمات أسعارها مرتفعة ولا تعويض للمحجورين ولا لصغار العمال ، ومع ذلك فالطريق حين يفتح سينشر الوباء  ، وهو ما يعني أن التسرع في فتحه يجب أن لا يحدث لأنه حين يحدث ستحدث مضاربات في أسعار النقل ، إلا إذا اتخذت إجراءات للوقوف في وجه المضاربة بأسعار التذاكر والتحكم أيضا في أعداد المسافرين .

أحمد محمود أحمدو : ركز على أن فتح الطريق بالنسبة له يعني الانتصار على الوباء ، وهذا بعيد التحقق اليوم ، ما يعني أن فتحها مجازفة كبيرة قد تعرض مواطنين كثر للخطر في الداخل الذي يعاني جفافا وفقرا وهشاشة صحية .

واعتبر أحمد محمود أن حديث الرئيس وأوامره تعني التفكير في طريق آمن لرفع الحجر وبالنسبة له لن يكون إلا بتحديد بؤر الوباء واعتبار نواكشوط بؤرة يشكل فتحها خطرا على الولايات الأخرى ، فقد تغلق الأسواق في أيام معينة وقد يحظر التجول كي يستشعر المواطن الخطر خاصة أننا يجب أن ندرك أن تخفيف الإجراءات أول مرة كان سبب انتشار الوباء ...لكن في المقابل يمكن رفع الحجر الليلي عن ولايات معينة لا يشكل تحرك المواطنين ليلا فيها خطرا.

وخلص أحمد محمود إلى أن تجهيز المؤسسات الصحية وترتيبها في الداخل لا يكفيه أسبوع ولا شهر ولا سنة ، فالعمل يجب أن يركز على نواكشوط كبؤرة تفشي للوباء  فيشدد إغلاقة لا فتحه .

كانت هذه أبرز آراء من حاورتهم "نوافذ " حول مخرجات اجتماع اللجنة الوزارية لمواجهة كورونا والذي ترأسه الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الجمعة الماضي ، وهي آراء تلخص ما يدور في الشارع الوطني من فصالة لكرمسين حول هذه المخرجات .