دول أبدعت في التصدي لفيروس كورونا هل تعيش في إحداها ؟

سبت, 01/08/2020 - 16:10

بعد ستة شهور من إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الدولية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19، سجلت دول نجاحات كبيرة وتميزت في تصديها للمرض، فهل تعيش في إحداها؟

ونقدم لك هنا هذه التجارب المتميزة في التصدي لوباء كورونا:

قطر

وضعت قطر خطة وطنية شاملة لمواجهة فيروس كورونا، مما جعلها تحصل على المركز الأول خليجيا في نسبة الشفاء، بسبب جهود الكشف المبكر وفحص جميع المخالطين، والتوسع في المرافق الصحية.

فقد وضع المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون الخليجي دولة قطر بالمرتبة الأولى في قائمة الدول الأكثر شفاء من كورونا بنسبة 81% من نسبة الحالات المؤكدة، وحققت دول الخليج مجتمعة نسبة 72% من إجمالي الحالات المؤكدة، مقارنة بدول العالم التي بلغت نسبة الشفاء في بعضها 50%.

وتقول وزارة الصحة العامة إن قطر تعتبر من أقل دول العالم في معدل وفيات فيروس كورونا وذلك لعدة أسباب، منها تقديم القطاع الصحي رعاية عالية الجودة للمصابين بفيروس كورونا، وتوفير الفحوصات الاستباقية لتحديد الحالات المصابة مبكرا، ورفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، خاصة وحدات العناية المركزة لضمان حصول جميع المرضى على الرعاية اللازمة، والعمل على حماية كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة من خطر الإصابة بفيروس كورونا.

ويعود حصول الدوحة على المركز الأول خليجيا في نسبة الشفاء إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة في القطاع الصحي، والاستمرار الدائم في تطوير هذا القطاع للوصول إلى أعلى المراتب العالمية.

تركيا

تلقت طريقة تعامل تركيا مع وباء كورونا بالإشادة من منظمة الصحة والعديد من رؤساء وزعماء العالم، في ظل خبرتها الواسعة في إدارة الأزمات سواء المحلية أو الدولية.

وتمثل تميز إدارة أزمة كورونا بالعديد من الأمور، منها وجود بنية تحتية صحية قوية، إذ يوجد عدد مناسب من الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي، فيعمل اليوم نحو 165 ألف طبيب في وزارة الصحة والمشافي الجامعية والقطاع الخاص، إلى جانب 205 آلاف ممرض وممرضة، و360 ألف فرد دعم.

وفي 6 يناير/كانون الثاني أطلقت تركيا مركز عمليات ولجنة علمية لدراسة الفيروس، وأعدت دليلا حوله، ثم بدأت فحوصات القادمين من الدول الموبوءة، وفي 3 فبراير/شباط أوقفت الرحلات من وإلى الصين، وأنشأت مستشفيات ميدانية على الحدود مع دول الجوار، وفي 23 من الشهر ذاته أغلقت الحدود مع إيران، وفي 29 من ذلك الشهر أوقفت الرحلات مع إيطاليا.

وحافظت تركيا -من خلال القيام بإجراءات متناسبة مع تهديد الفيروس- على احتوائه نسبيا، وفي الوقت نفسه استمرار عجلة الاقتصاد، ووفرت الغذاء والاحتياجات الأساسية دون إحداث بلبلة، بل رفعت مستوى المعنويات لمواطنيها، وبدلا من أن تكون متلقية للمساعدات وجهت أنقرة مساعدات إلى أكثر من 17 دولة على رأسها إيطاليا وإسبانيا.

كوريا الجنوبية

شهد هذا البلد عدة إجراءات خاصة لمكافحة تفشي فيروس كورونا، حيث مكنت السلطات المحلية في مختلف مدن البلاد المواطنين من إجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة وهم في الطريق ودون الترجل من سياراتهم، حيث يمرون على أربع نقاط تفتيش مخصصة لمراحل الفحص المختلفة، من استبيان يضم عددا من الأسئلة عن صحة المواطن وتنقلاته، الداخلية منها والخارجية، إلى قياس درجة الحرارة وأخذ عينة من أعماق أنفه ثم التحليل.

كما نصبت عند مداخل المقرات الرسمية وغيرها غرف صغيرة لتعقيم من يدخلون البنايات، إضافة إلى تعقيم الشوارع ووسائل النقل العامة باستمرار.

وأتاحت هذه الإجراءات المكثفة فحص مئات آلاف الكوريين في وقت وجيز، كما مكن هذا الأسلوب المختلف عما انتهجته معظم الدول الحكومة من احتواء الوباء.

رواندا

ساعدت التدابير السريعة والتكنولوجيا المتقدمة هذه الدولة الواقعة شرق أفريقيا على الحد من عدد الإصابات بكورونا إلى نحو 1900 حالة.

وفرضت السلطات سريعا إغلاقا صارما في مارس/أذار، بعد أيام قليلة فقط من تسجيل أول حالة إصابة. وأغلقت حدودها، وأوقفت الرحلات الجوية، وقيّدت السفر الداخلي وفرضت حظر التجوال ليلا.

وقال الرئيس بول كاغامي للمواطنين إنه يجب اتخاذ "قرارات صعبة" وجعل من الإجراءات الإلزامية ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين بانتظام.

وأعلنت السلطات التعليمات يوميا عبر مكبرات الصوت المثبتة على السيارات والطائرات المسيرة، في حين أدى الوجود المكثف للشرطة وفرض الغرامات على المخالفين إلى ضمان الالتزام.

كما نشرت رواندا روبوتات عالية التقنية للمساعدة في السيطرة على انتشار كورونا بالمستشفيات. وتقوم الروبوتات بفحص درجات الحرارة، وتقديم الطعام والأدوية وترصد ما إذا كان الأشخاص لا يرتدون الكمامات.

تايلند

في يناير/كانون ثاني، أصبحت تايلند أول دولة خارج الصين تسجل حالة إصابة بكورونا لمسافر قادم من مدينة ووهان الصينية، التي تم بها اكتشاف الفيروس الجديد لأول مرة أواخر العام الماضي.

وتبنت الحكومة بسرعة عددا من الإجراءات المشابهة لإجراءات رواندا. وكان معظم التايلنديين بالفعل معتادين على ارتداء الكمامات بسبب مستويات تلوث الهواء الخطرة في أجزاء كثيرة من البلاد.

وهناك سبب آخر اعتبر أنه عامل لانخفاض معدلات الإصابات بكورونا، وهو أن التايلنديين لا يتبادلون الأحضان ولا يتصافحون، ولكنهم يحيون بعضهم البعض بالضغط براحة اليد على راحة اليد الأخرى.

وقال تاويسين فيزانويوتين المتحدث باسم فريق عمل مكافحة كورونا إن تغيير العقليات فيما يتعلق بالفيروس من خلال المؤتمرات الصحفية اليومية هو سبب رئيسي لنجاح البلاد. ولم تسجل تايلند إصابات داخلية منذ أواخر مايو/أيار.

فيتنام

بالإضافة إلى الحظر المبكر للسفر والإغلاق، فرضت الدولة الحجر الصحي على عشرات الآلاف، وأصدرت إجراءات صارمة لتتبع وفحص المخالطين.

وساعدت هذه الإجراءات، إلى جانب وجود أعلى نسبة فحص للحالات المؤكدة في العالم بأسره في وقت ما، فيتنام على تجنب الكثير من الإصابات.

ومع ذلك، ازدادت المخاوف من موجة ثانية من تفشي الفيروس أواخر هذا الشهر.

نيوزيلندا

ذكرت عالمة الأحياء الدقيقة سيوكسي وايلز أن التواصل الواضح والمتسق مع الشعب كان جزءا كبيرا من نجاح نيوزيلندا. وأضافت أن اختيار كلمات معينة مثل "فقاعات" لشرح التباعد الاجتماعي، واستخدام تعبيرات للحد من وصم المصابين كان مجديا.

وقالت أيضا "كان المسؤولون حريصين للغاية على التأكد من أنه لم يتم تصوير الأمر على أنه حرب على كورونا، إنما يتعلق بالعمل الجماعي ومساعدة بعضنا البعض".

نوافذ + وكالات