"الدستور ليس مقدسا؟!!"

سبت, 23/04/2016 - 09:00

استخدمت هذه العبارة على ألسنة كثير من المتزلفين الطامعين في بركات عزيز والطامحين إلى البقاء في مناصبهم ليعيشوا البذخ على حساب هذا الشعب الضعيف وليكرسوا النظام "الغريزي" كما كرسوا النظام "الطائعي" وليوهموا الشعب أنهم يبحثون عن مصالحه ومتعلقون تعلق الصبي بأمه بالقرآن الكريم "النص المقدس" الذي لايقبل النقاش ولاالتعديل وكأنهم يقدسون القرآن ويجلونه ويعظمون أهله ويوقرونهم!!

 

 إن تقديس المتزلفين للقرآن الكريم يشبه تعلق علمانيي الغرب بالإنجيل عندما تواجههم ضائقة سياسية أواجتماعية أواقتصادية. فالدين بالنسبة لهم وسيلة يعبر من خلالها للأهداف الأنانية..فحالهم يشبه حال الكافرين في قوله تعالى :وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين... ففي حالة الخوف يظهر الإيمان الزائف الذي لايتجاوز الحناجر..

كيف يمكنهم القول إن القرآن مقدس وهم يقرون في تشريعاتهم نصوصا تبيح الربا باسم الضرورة مع وجود البديل وماأكثره؟!

كيف يمكنهم القول إن القرآن مقدس وفي نصه الصريح "ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة"وقوله تعالى " فلاوربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما"؟!!

كيف يمكنهم القول إن القرآن مقدس وهم يعتمدون في بعض تشريعاتهم  على القانون الوضعي بل ويتباهون به؟!!

لقد نبذوا القرآن بعيدا وراء ظهورهم كما فعل أهل الكتاب"نبذ فريق من الذين أوتوا الكتب كتب الله وراء ظهورهم..  ولكنهم يستهدفون عواطف الشعب البريئ للضحك على ذقونه والتلاعب بمصالحه..فهم بكل بساطةالطرف الثالث في سورة البقرة "المنافقون"

إنهم -وبكل وقاحة- يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض. ومن خلال تلك الوقاحة يريدون تعديل الدستور لمنح الديكتاتور فرصا متعددة ليبقى في الحكم كما بقي المقتول والمحروق والمخلوع.. ويأبى الله عن ذلك والنفوس الشريفة في وطننا الغالي.

المختار عبد الله