ولد بلعمش يكتب : أنشُودةُ العلَمِ الأخِيرةِ ..(شعر)

سبت, 25/11/2017 - 07:57

إنَّ لي سبعةً و خمسينَ عامَا ** من جَنَى العمر كنتُ فيها الغَرامَا

تسحبُ الريحُ ذيْلَها بوَقارٍ ** إنْ رأتْ طلْعتِي و تُلقِي السَّلامَا

و الغيومُ التي تمرُّ سراعًا ** اصْطَفتْنِي الظِّلالُ منها احتِرامَا

و الطيورُ التي يُحاصرها الصَّيْفُ حيَالِي تَقُولُ طبتُ مَقامَا

و أنا خافِقُ الفؤادِ الَّذي مَا ** نامَ يوْمًا .. لِكيْ تَذوقوا المَنامَا

أَوَ لا تذكرونَ أوَّلَ حُبٍّ ** حينَ جئتُمْ من البوادي فِئامَا ؟!

أين تلك الخيامُ هل لي إليها ** منْ رجوعٍ؟! .. أما تزالُ خِيامَا ؟!

والأغاني التي سهرنا عليْها ** و الأماني التي استحالتْ رُكامَا

يا أحبَّاءُ ليس هذا رثاءً ** بل دموعًا سخينةً و مَلامًا

كيف تنسونَ مُخلِصًا أبَديًّا ** باسم الثغر طيِّباً مُستهامَا ؟!

أرضِيتُمْ بآخرٍ دونَ حُسنِي** رُبَّما حُبُّه يكونُ حرامَا ؟!

لا تقولوا يوم الفراقِ وَداعًا ** فأنا لنْ أطيقَ منكُمْ كَلامَا

نجمتي فرحةُ المدار اعتزازاً ** و هلالِي أبُو الجمالِ تَسامَى

و اخضرارِي يدُ النَّخيلِ سخاءً ** أتُريدونَ بعد هذا تَمامَا ؟!

أنَا أوْلى بعزَّة النفسِ و الصبرِ و فخْرِ المُجاهدينَ القُدامَى

الجنودُ الذينَ ضحَّوْا فِداءً ** لِبَنِي الأرضِ قلَّدونِي وِسامَا

و سأبقى مدى الزمان وفيًّا ** صنتُمُ العهد أو خَفرتُمْ ذِمامَا

الشيخ ولد بلعمش