الحكومة تتجاهل تصريح الرئيس بشأن خلافته..وتشيد ببقية مضامين خطاباته بالحوض الشرقي

خميس, 20/11/2025 - 09:03

نوافذ(نواكشوط) ــ في تطوّر لافت أعقب الجدل الذي أثارته تصريحات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني خلال زيارته الأخيرة لولاية الحوض الشرقي، ولا سيما حديثه عن مسألة الخلافة وتحذيره “الطامحين لاستعجالها قبل أوانها”، تجاهل مجلس الوزراء في اجتماعه أمس الإشارة إلى هذا الجزء من خطابات الرئيس، مقتصراً على استعراض بقية محاور خطابات الزيارة.

ولم يكتفِ البيان الرسمي للمجلس الوزاري بإغفال هذا الموضوع، بل جاء المؤتمر الصحفي الأسبوعي للوزير الناطق باسم الحكومة ليؤكد الاتجاه نفسه؛ إذ تجنّب الوزير الخوض في تصريحات الرئيس المتعلقة بالخلافة، مكتفياً بالحديث عن محاور الزيارة التنموية وتوجيهات الرئيس بشأن الخدمات العامة والإصلاحات الجارية.

وكان الرئيس قد شدّد، خلال ترأسه اجتماعا بأطر تمبدغه الحوض الشرقي على أن “لا مكان في النظام لمن يفكّر خارج تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية وما تعهّد به للشعب”، مؤكدا أن من يفكر في الترشح أو يفكر له أنصاره في ذلك الشأن يضر نفسه اليوم وغدا، وهو تصريح أثار نقاشاً واسعاً في الساحة السياسية والإعلامية، قبل أن يغيب بشكل كامل عن الموقف الرسمي الحكومي في البيان والمؤتمر الصحفي على حد سواء.

وفي المقابل، خصّص مجلس الوزراء حيزاً واسعاً للإشادة بزيارة الرئيس للولاية خلال الفترة ما بين 6 و14 نوفمبر 2025، موجهاً “تشكراته وتهانيه الحارة لسكان الولاية” على التعبئة وحفاوة الاستقبال.

ووصف المجلس الزيارة بـ“التاريخية والهامة”، مبرزاً إشراف الرئيس على إطلاق البرنامج الاستعجالي للنفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية بتمويل يبلغ 270 مليار أوقية قديمة سيتم تنفيذه خلال 30 شهراً، بهدف تحسين الولوج إلى الخدمات الأساسية في الولايات المستفيدة.

كما ثمن المجلس التوجيهات الرئاسية المتعلقة بدولة المواطنة ومحاربة البنى التقليدية السلبية، وتعهد الرئيس بمواصلة الحرب على الفساد “بلا هوادة مهما كلّف ذلك”. وتوقف البيان عند دعوته القوى السياسية والمجتمعية للمشاركة الفعالة في الحوار الوطني المرتقب، إضافة إلى إشادته بالدور المركزي للجندي والمعلم في تعزيز الأمن وبناء المدرسة الجمهورية.

وشملت الإشادة أيضاً توصيات الرئيس المستمرة بالحفاظ على المرافق والتجهيزات العمومية، فضلاً عن دعوته إلى تفهّم الوضعية الصعبة في دولة مالي الشقيقة ومدّ يد العون لمواطنيها.

وبينما أعاد البيان الحكومي التذكير بجميع مضامين الزيارة تقريباً، بقيت تصريحات الخلافة خارج دائرة التعليق الرسمي، في موقف أثار تساؤلات المراقبين حول دلالاته وتوقيته.

#نوافذ