تسريب أرقام الوزراء ونشرها على الفيس ...وأحدهم يقطع خطوة متقدمة في التفاعل ...الأرقام

أحد, 01/09/2019 - 06:24

نوافذ (نواكشوط ) ــ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة تضم أرقام هواتف الوزراء في حكومة إسماعيل ولد الشيخ سيديا . 

وقد بدأ الفسابكة في التفاعل مع اللائحة ، حيث أشاد كثير منهم بخطوة نشر اللائحة واعتبروها خطوة متقدمة في تقريب الإدارة من المواطن ، وطالب عدد من المدونين المواطنين بعدم الاتصال بالوزراء أو شغل هواتفهم بما لا فائدة فيه ، فيما سخر آخرون من اللائحة قائلين إنها مزورة .

وزير الصيد الناني ولد اشروقه كان  أول المتفاعلين مع المواطنين بعد رده على اتصال من أحد المدونين وتجاوبه مع المطالب التي قدمها . 

وكتب المدون الحضرامي ولد الشيخ سيدي محمد : 

اتصلتُ الآن على معالي وزير الصيد السيد الناني ولد اشروقة ( على رقم هاتفه المنشور في لوائح أرقام أعضاء الحكومة) ، وقد عبرتُ لمعاليه عن استياء قطاعات واسعة من الشعب من صدور مذكرات حكومية بلغة لاتمت بصلة للدستور ولا للشعب ، وعن احتجاجهم على وثيقة صادرة من مكتبه باللغة الفرنسية ، وقد كان رد الوزير كما يلي

ــ أسفه الشديد على تلك المذكرة

ــ تأكيده على عدم صدور أي وثيقة من مكتبه بغير اللغة العربية مستقبلا

أن سبب تلك المذكرة وصولها له من طرف " المصالح" بتلك الطريقة وهو على عجل في سفر لانواذيبو

استأذنتُ معاليه في نشر ما دار بيننا للرأي العام وأذن بذلك مشكورا

___

تنويه : لاتربطني بمعالي الوزير أي معرفة سابقة ولا أي علاقة من أي مستوى ولم أقابله سوى ماكان من تدريسه لي قبل عقدين لمدة شهور في كلية العلوم والتقنيات، واتصلت به كمواطن موريتاني عادي يهاتف مسؤولا حكوميا يتولى شأنه العام

------

فيما علق النائب محمد الأمين ولد سيد مولود قائلا :

هواتف الوزراء!

قبل حوالي سنتين رفض النظام الموريتاني السماح لي بالعمل مراسلا لموقع الجزيرة نت في نواكشوط، دون ذكر اي سبب، فتوجهت إلى داكار للعمل هناك، وزودني أحد الزملاء برقم صحفي سنغالي مستقل اسمه با عبدو الله، وهو شاب لطيف نشط كريم وذكي ..

بعد الوصول إلى داكار رتبتُ لقاء مع با، وأخبرته أنني أريد اعتمادا من الوزارة المعنية قبل بدء العمل، فما كان منه إلا أن أخرج هاتفا متواضعا جدا وبحث في عناوينه ثم دفعه إليّ قائلا: "هذا رقم الوزير فاتصلْ عليه لتحديد موعد".

قلتُ له ممازحا ومستغربا: أنا لا اعرف الاتصال على الوزراء، ثم إن الوزراء عندنا ليسوا في متناول العموم خاصة صحفي بسيط اجنبي مثلي، فلا تدفعني إلى ما لا طاقة لي به.

فضحك وقال لي: لا الأمر عندنا بسيط، غير اني قلت له إن كان الأمر بهذه السلاسة فلتذهب معي غدا إلى الوزارة فذلك افضل. ففعل مشكورا ..

في الطابق الرابع من عمارة نظيفة كان مكتب الوزير، دخلت انا وبا المكتب حوالي ال11 صباحا، توجهنا إلى سكرتير الوزير، فاخبره با اننا نريد مقابلة الوزير من أجل الحصول على اعتماد يسمح لي بالعمل، فرد أنه إذا كان مهمتها هذه فقط فلنذهب إلى سيدة موظفة _ أشار إليها بيده _ ونسلمها رسالة من المؤسسة التي ابتعثتني وسوف تقوم بالاجراءات نفس اللحظة، وإن كنا نرغب في مقابلة الوزير فسوف يدخلنا عليه بعد أن يخرج احد الزوار معه في مكتبه، او نحدد يوما اخر للقاء الوزير، فاخبرناه اننا غايتها هي اجراءات الاعتماد فقط، فتم تنفيذها خلال دقائق وقطعت بطاقتي بعد يوم وباشرت مهامي طيلة عملي في السنغال لم تضايقني اي جهة او تسالني مجرد سؤال ...

موجبه ما قراته حول نشر هواتف الوزراء وان البعض اتصل بهم واجابوه حول بعض الامور، فهي بادرة إيجابية تنقص صنمية الحكام، وتقربهم من المحكومين، واتمنى ان تكون بداية جدية لتكسير البيروقراطية القاتلة في إدارتنا، والفوقية المتجذرة في اغلب مسؤولينا خاصة ذوي الوظائف السامية. واعرف تمام المعرفة أن مجتمعا مثل مجتمعنا من الصعب فتح هواتف العموم فيه للجميع على مصراعيها أحرى هواتف من لهم مسؤوليات جمة ومشاغل يفترض ان تكون ضاغطة، لكنها بكل تاكيد لا ينبغي ان تحول دون التواصل مع الناس والاستماع لمشاكلهم الجدية ما امكن، فذلك من صميم مهامهم.