الإرهاب بين علاج العنف وضرورة الحوار ؛؛؛؛

خميس, 26/11/2015 - 08:59

في الماضي القريب كانت التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة وفي المدرسة هما اللذان يعول عليهما أكثر في تقويم سلوك الفرد،إلا أن عوامل أخرى أصبحت أكثر تأثيرا في سلوك الفرد لكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف أصبحت التلفزيون ووسائل الإعلام عموما المغذي الأكبر لسلوك الانسان المعاصر ؟

- إما لعفوية التوجيهات داخل الأسرة ...

-  أو بسبب الحكمة التي تقدم بها المعلومة في وسائل الإعلام...

أو لحجم الوقت الذي تأخذه هذه الوسائل من حياة الفرد المعاصر وانغلاقه أو انزوائه عليها ... 

المهم هو أننا جميعا بحاجة إلى التساؤل كي يتولد المخرج.

إن تعدد عوامل التنشئة الاجتماعية ولد عدة أزمات، من أهما الانفجار القيمي للمجتمعات وطغيان المادة على الروح، فراح الانسان المعاصر تتجاذبه هذه  المشارب وتلك،  في صراع داخلي مع جسمه وروحه؛ ومن ذلك الصراع تولد الارهاب تحت ضغط التحدي البشري ومن مفهوم نظرية الصراع عند الفلاسفة ؟؟؟؟؟؟

ومن هذا المنطلق ونظرا لأن تنامي ظاهرة الإرها في العالم، يتطلب منا جميعا تقديم الحلول، فنقول بأن علاج المرض ليس بدواء بعض الجروح بل باستأصال المرض من كامل الجسم ، و أن القضاء على الإرهاب لايقتضي بالضرورة اللجوء إلى العنف، بل إن الأخير إنما يزيد من تنامي الظاهرة، فالقضاء على الإرهاب يعني أن أن تراجع كل الدول سياساتها تجاه الأوساط الفقيرة واليائسة من وجود قيم العدالة والمساواة، القضاء على الإرهاب يعني أن نأسس لسياسة التحاور والتشاور، القضاء على الإرهاب يعني باختصار أن المنظومة القيمية والقوانين والنظم الدولية لابد من مراجعتها من جديد، هذا إذاكان العالم يتطلع إلى وجود عالم يسوده الأمن والسلام.

منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر والولايات المتحدة تشن حربها بكل الوسائل التكنولوجية وأنواع المتابعة والتحقيق ، على  كل من حلت به لعنة الإرهاب في نظرها وتوفر الأدلة إن هي أرادت إلصاق التهمة بالضحايا، لكن هل نجحت أمريكا في حربها ضد الإرهاب؟  بالطبع لا، إذ يرى الكثير من الباحثين أن سياسات أمريكا عززت من وجود الإرهاب في مناطق مختلفة من العالم، سواء تعلق الأمر بسوريا أو العراق أو اليمن أوليبيا...  مايؤكد أن أسلوب الحوار هو الوحيد القادر على إخراج العالم من بوتقة الإرهاب، 

وفي هذا الصدد بالذات يجب أن نثمن دائما نهج موريتانيا الصائب الحكيم والمحكم حين شاوت مجموعة من السلفيين مع العلماء في البلد حتى أدركوا أنهم كانوا على خطإ وفي طريف الخطأ.

فموريتانيا بذلك أسست للنهج الذي ينبغي أن تتعامل به كل الدول في العالم للقضاء على الفكر المتطرف .

عاشت موريتانيا حرة أبية عيدا سعيدا وكل عام والموريتانيون بألف سلام وأمان.

بقلم : الصوفي محمياي