لوموند: هجمات 11 سبتمبر.. تعرف على أهم 8 نظريات مؤامرة

اثنين, 13/09/2021 - 09:03

منذ 20 عاما وهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 تغذي العديد من نظريات المؤامرة، بناء على الشكوك المتعلقة بالانهيار الغريب للبرج رقم 7 والتحركات المشبوهة في البورصة قبل أيام من الهجمات، وعدم العثور على أي أثر لطائرة في موقع البنتاغون، مما أثر في عقول الناس وترك الباب مفتوحا على وجود مؤامرة ما، حتى بعد أن دخل كوفيد-19 على الساحة وأصبح أهم مغذ لنظرية المؤامرة.

من أجل وضع حد لهذه الشكوك، قامت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية في تحليل موسع لإماطة اللثام عنها، منطلقة من الأسئلة الثمانية الأكثر شيوعا فيما يتعلق بقضية 11 سبتمبر، مثل: كيف أن الولايات المتحدة لم تستطع أن تنتبه لما يدبر؟ ولماذا لم يتم إسقاط الطائرات المخطوفة؟ ولماذا انهارت الأبراج؟ وكيف عثر على جواز سفر أحد المهاجمين سليما؟ ولماذا لم يتم العثور على بقايا طائرات في البنتاغون؟ ولماذا انهار البرج رقم 7 بشكل تلقائي؟ وقضية التداول في سوق الأسهم، وأخيرا: لماذا قدم مشغل البرج بالتأمين عليها قبل وقت قصير من الحادث؟

1/ أدلة غير مكتملة

بعد أيام قليلة من الهجمات، قال الرئيس آنذاك جورج بوش الابن إنه لم يتخيل قط، ولو في المنام، أن الولايات المتحدة ستهاجم بهذه الطريقة، كما قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي روبرت مولر بأنه "لم يكن هناك على الإطلاق ما يدل على أن أمرا ما سيحدث" إلا أن الوكالات الأمنية علمت أن هجوما كان قيد الإعداد، كما أفاد تقرير لجنة "11 سبتمبر" مما يمكن أن يعطي الانطباع بأن المخابرات الأميركية كانت متواطئة.

وفي مقالهما المطول بالصحيفة، رأى وليام أودورو وغاري داغورن أنه كانت هناك معلومات تفيد بعزم تنظيم القاعدة على شن هجمات على الأراضي الأميركية، ومن ضمنها استخدام طائرات مدنية لهذا الغرض، ومع ذلك لم يتم منع الهجوم، رغم أن مكتب التحقيقات الفدرالي أجرى 70 تحقيقا مختلفا بشكل متوازٍ، وإن كانت الأدلة التي جمعها لم تكن متسقة بما يكفي لتوقع سيناريو 11 سبتمبر.

 

ونسب الكاتبان إخفاق وكالات الاستخبارات إلى جملة من الأسباب كغموض الهدف الذي سيوجه له الهجوم، وطريقة العمل التي بدت معقدة إلى درجة أنها قد لا تكون محتملة، إضافة إلى المنافسة بين وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي، ومحدودية الموارد وعدم وجود خطة لمواجهة هجوم جوي من رحلة داخلية، حتى إن لجنة الكونغرس خلصت إلى أن "الإرهابيين استغلوا الخلل المؤسسي العميق لحكومتنا".

2/ لماذا لم يتم إسقاط الطائرات المخطوفة؟

من الانتقادات المتكررة الموجهة للدفاع الأميركي أنه لم يسقط الطائرة المخطوفة مع أنه قادر على ذلك، وبالفعل أقلعت مئات من طائرات الجيش ظهر يوم 11 سبتمبر/أيلول، ولكنها وصلت جميعا بعد فوات الأوان -حسب الكاتبين- وقد يعود ذلك إلى بطء نقل المعلومات وصعوبة تحديد موقع الطائرات التي تم قطع أجهزة الإرسال والاستقبال على متنها، وكذلك الوقت اللازم لتسليح طائرة عسكرية قبل الإقلاع.

وعلاوة على ذلك، لم تكن السلطات الأميركية تعرف خطة المهاجمين ولا تعرف كيف ترد، خاصة أن المختطفين يدعون في إرسالهم الإذاعي أنهم يريدون الهبوط، مما أحدث ارتباكا في إعطاء الأوامر وأضاع وقتا ثمينا على السلطات مكن الخاطفين من الوصول لأهدافهم.

3/ لماذا انهارت الأبراج؟

ربما يكون انهيار أبراج مركز التجارة العالمي -كما يرى الكاتبان- نقطة أثارت معظم الأسئلة لدى المتشككين وأصحاب نظرية المؤامرة، بل ولدى عدد كبير من الناس غيرهم كمهندسي البناء، خاصة أن المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا لم يتمكن من شرح العوامل المعنية إلا بعد عدة سنوات من التحقيق، وهي تأثير الطائرات على الأعمدة  المركزية للمباني التي تتحمل ثلثي وزن الأبنية، وكمية الوقود الهائلة، إضافة إلى الثغرات التي أحدثتها الطائرات في الواجهات، وإزاحة أجزاء كبيرة من العازل الحراري التي تغطي العناصر الإنشائية وتعريض المعادن للحرائق وإضعافها بسرعة.

وأوضح التقرير أن "الطوابق السفلية لم توفر مقاومة تذكر للطاقة الهائلة المنبعثة من كتلة المبنى المتساقط، فانهار الجزء العلوي من الأبراج في حالة سقوط حر" ونبه المهندسون إلى أنهم لم يعثروا على دليل مادي يدعم فرضيات بديلة مثل الهدم المتحكم فيه باستخدام المتفجرات.

4/ جواز سفر سليم

من المسائل المستغربة في حادث 11 سبتمبر/أيلول -حسب الكاتبين- العثور على جواز سفر سليم خارج أنقاض مركز التجارة العالمي، يعود لسطام السقامي أحد الخاطفين الخمسة لرحلة أميركان إيرلاينز رقم 11، وقد عثر عليه على الأرض من قبل أحد ضباط الشرطة، ويُشار إليه في كثير من الأحيان على أنه "اكتشاف معجزة" مع أنه لا يشكل وثيقة مهمة في الملف لأن أسماء الخاطفين تم التوصل لها بفضل المعلومات التي وفرتها إحدى المضيفات عن أرقام مقاعدهم بعد أن أغلقوا عليهم قمرة القيادة. وقد عثر على الجواز سليما بعيدا نسبيا عن مكان الحريق تماما كما عثر على 11 ألف عنصر سليم من مقتنيات الأشخاص الذين قضوا في هذا الحادث الكبير.

5/طائرة البنتاغون

وتساءل الكاتبان: ماذا لو أن صاروخا هو ما استهدف وزارة الدفاع الأميركية وليس طائرة؟ وأشارا إلى أن هذه الفكرة ترددت في العديد من أفلام نظريات المؤامرة الناجحة، حيث يعتقد أن الأضرار التي لحقت بمبنى البنتاغون ليست واسعة بما يكفي لتتناسب مع تأثير طائرة بوينغ 757 وطول جناحيها، واستنتجوا أن المأساة بالأحرى نتيجة صاروخ أطلقته القوات الجوية الأميركية نفسها.

وتستند هذه الأطروحة إلى مقتطفات من كاميرا مراقبة مثبتة في حدائق البنتاغون، تم نشرها عام 2005، وقد فسر العديد من مستخدمي الإنترنت صورة الجسم العابر على أنه جسم ممدود لصاروخ وليس طائرة، وقد ساندت تلك التفسيرات حجج، منها عدم العثور على حطام طائرة في موقع التحطم، إلا أن الكاتبين أكدا تناثر حطام طائرة بوينغ 757 في حديقة البنتاغون، وقد تم العثور بالفعل على مسجل الرحلة في زقاق بالبنتاغون، وغير ذلك من القطع، كما رأى نحو 100 شاهد تحطم طائرة ركاب في البنتاغون ذلك اليوم.

6/ لماذا انهار البرج 7 بشكل عفوي؟

في أحداث 11 سبتمبر، تم تدمير مبنى مركز التجارة العالمي رقم 7، وهو بعيد نسبيا عن البرجين التوأمين، وبدا لجمعية المهندسين المعماريين والمهندسين، وهي مجموعة من المهنيين الذين ليس لديهم خبرة حقيقية في هيكل البناء، أن من شأن ذلك أن يثبت أن 11 سبتمبر كان من إعداد الأجهزة الأميركية، إلا أن عدة سنوات من التحليل أظهرت أن انهياره كان بسبب الحرائق، خاصة أن خزان المياه أصيب، مما جعل عمليات الإطفاء غير ممكنة.

7/ تحركات مشبوهة في الأسهم

يتفق معظم الاقتصاديين على أن مستوى المبيعات في وول ستريت الأيام التي سبقت الهجمات كان مرتفعا بشكل غير عادي، بل إنه "نادر للغاية" خاصة بالنسبة لأسهم شركات الطيران يونايتد إيرلاينز وأميركان إيرلاينز ودلتا إيرلاينز، وكذلك شركة تأمين ستانلي التي احتلت 22 طابقا من مركز التجارة العالمي.

وقد نظرت لجنة التحقيق في هذه الحالات الشاذة وقالت "حركات غير عادية في سوق الأوراق المالية حدثت بالفعل، ولكن تبين أن كل واحدة منها لديها تفسير خاص" وإن كان البعض فسر الحركات غير المعتادة بأنها يمكن أن تكون ناجمة عن مستثمرين مقربين من القاعدة.

قال الكاتبان إن رجل الأعمال الأميركي لاري سيلفرشتاين، المشغل وليس المالك للبرجين التوأمين، حصل بعد 3 سنوات في المحاكم على 4.55 مليارات دولار من شركة التأمين لأنه قام بتأمين ضد الإرهاب، بل إنه تمكن من الحصول على تعويض مزدوج، مدعيا أن المجمع التجاري تعرض لهجومين مختلفين نفس اليوم. وحسب نظرية المؤامرة العنيدة، فقد أخذ هذا التأمين قبل أيام فقط من 11 سبتمبر/أيلول، وهي صدفة مزعجة على أقل تقدير، خاصة أنه كان بعيدا عن مكتبه يوم الهجوم.

 

وحقيقة الأمر أن تاريخ هذا التأمين يعود إلى يونيو/حزيران 2001 -كما يقول الكاتبان- وقد تم الاتفاق عليه عندما استعاد سيلفرشتاين والكونسورتيوم الذي يرأسه عقد إيجار لمدة 99 عاما، دخل حيز التنفيذ في يوليو/تموز 2001، وذلك لتشغيل الأبراج 1 و2 و4 و5 من المجمع، بعد أن كانت حتى ذلك الحين تدار من قبل هيئة ميناء نيويورك.

المصدر : لوموند