خطاب المدير العام لوكالة السور الأخضر الكبير بمناسبة افتتاح سوق المنتجات الغابية غير الخشبية في بوكاري

اثنين, 30/09/2024 - 21:14

السيد والي ولاية العصابة،  
السيد حاكم كيفة،  
السيد عمدة أغورط،  
السادة ممثلو الشركاء الفنيين والماليين،  
السادة الحضور،  

اليوم، نشهد معا وضع لبنة مهمة في مسيرة تنمية بلدنا تجسيدا للبرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني طموحي للوطن وذلك في إطار حماية بيئتنا وتحقيق الرفاهية لمواطنينا في اطار مبادرة السور الأخضر الكبير طبقا لما أشار اليه فخامته  الرئيس في خطابه الأسبوع الماضي أمام الدورة التاسعة والسبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث قال فخامته استشهد: ويكمل جهدنا هذا في التحول الطاقوي، عمل دؤوب على مكافحة التصحر، والتغيرات المناخية واستعادة توازن منظوماتنا البيئية، وذلك في إطار مبادرة السور الأخضر الكبير.  انتهي الاستشهاد.

وتمشيا مع ذلك، سنواصل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير برامجها الهادفة الى مكافحة التصحر والحفاظ على التنوع لبيولوجي ودعم التنمية المحلية بوتيرة متسارعة طبقا لإعلان السياسة العامة لحكومة معالي الوزير الأول السيد المختار ولد اجاي.

 إن افتتاح أول سوق للمنتجات الغابية غير الخشبية (PFNL) هنا في بوكاري ليس مجرد حدث محلي، بل هو رمز للتعاون الفعّال بين الدولة والشركاء الفنيين والماليين والمجتمعات المحلية لبناء مستقبل مستدام للجميع.  

إن اختيار بوكاري ليس عشوائيًا، فهذا الموقع الذي يزخر بالموارد الطبيعية والنوع لبيولوجي يمثل امكانات مهمة يجب علينا استغلالها.  حيث سيساهم هذا السوق في تعزيز القطاعات المحلية، وخلق فرص العمل الخضراء، وتوفير مصادر دخل خاصةً للنساء الريفيات اللاتي يشكلن محور جهودنا التنموية في هذه المنطقة. 

السيدات والسادة،  

إن التنمية المستدامة لبلدنا تعتمد بشكل كبير على الحفاظ على المناطق الرطبة ومواردنا الطبيعية ونظمنا البيئية. لذلك، تعمل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير، على حماية هذه المناطق وإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام، وتحسين ظروف حياة السكان المحليين من خلال نهج يشارك فيه الجميع.  

واسمحوا لي أهنا أن أشارككم بعض نتائج مشروع "التكيف والقدرة على الصمود في المناطق الرطبة" في هذه المنطقة، الذي يمثل فيها أحد الركائز المهمة لعمل الوكالة. حيث تم من خلال هذا المشروع انجاز ما يلي:  

-  حماية 100 هكتار في بوغاري، منها 80 هكتارًا من الغابات، بهدف استعادة وحماية الأراضي.  
- استفادت 25 أسرة من زراعة الحبوب التقليدية ، مما ساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن الغذائي.  
- 26 أسرة تمارس جمع المواد الغابوية غير الخشبية ، مما زاد من إنتاجها بشكل ملحوظ مقارنةً بالسنوات السابقة.  
- تجهيز 11 تعاونية زراعية بأنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية، مما أدى إلى زيادة الإنتاجية والدخل.  
- توفير إمدادات مياه الشرب لـ 85 اسرة، مما حسن من ظروف العيش في المجتمعات المحلية.  
- إنشاء هذه السوق للمنتجات الغابية غير الخشبية (PFNL) وستة مستودعات للغاز المنزلي ، استفادت منها 850 أسرة، مما خفف من الأثر البيئي لقطع الأشجار واستعمال الفحم.

هذا فضلا عن الإنجازات المهمة التي تمت خلال الفترة المأمورية المنصرمة لفخامة رئيس الجمهورية في أطار برنامج تعهداتي الموسع، حيث قامت الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير على مواردها الخاصة بتنفيذ نشاطات ملموسة في ولاية لعصابة نذكر مثلا:

- تثبيت الكثبان الرملية على مساحة 505 هكتارات في عدة مواقع في كل من كرو و لكران، والغائرة، والزيرة، وزمزم، في بومديد بهدف مكافحة التصحر وحماية الأراضي.  
-  إقامة محميات طبيعية على مساحة 145 هكتاراً من الأراضي لاستعادة النظم البيئية والحفاظ على التنوع البيولوجي.  
- إعادة التشجير والبذر المباشر لأنواع الشجار الغابوية المحلية على مساحة 1470 هكتاراً، لإعادة الحياة إلى الأراضي ودعم الزراعة المحلية.
- إنشاء 18 مزرعة مجتمعية متكاملة تجمع بين الإنتاج الزراعي وتربية المواشي والزراعة الغابية، لضمان الأمن الغذائي وخلق فرص العمل.  
- تركيب 15 مستودعاً للغاز المنزلي، للحد من استهلاك الفحم وحماية الغابات.  
- خلق ما يقارب 7690 فرصة عمل مؤقتة و1400 فرصة عمل إنتاجية ، مما يعكس الأثر الاجتماعي والاقتصادي لجهودنا في المنطقة.  

هذه الإنجازات تجسد التزامنا بالتنمية المستدامة وتعزز من قدرة المجتمعات المحلية على مواجهة التغيرات المناخية وتدهور الموارد الطبيعية.  

السيدات والسادة،  

إن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم المتواصل الذي يقدمه شركاؤنا الفنيون والماليون، وأخص بالذكر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (UICN)، وصندوق البيئة العالمي (FEM)، ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وPNUEو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (PNUD)، والوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، إضافة الى الأكاديمية الصينية للعلوم وبرنامج الغذاء العالمي PAM. إن التزامهم بالوقوف إلى جانب موريتانيا يعزز من جهودنا نحو تحقيق تنمية مستدامة وشاملة.  

ستواصل الوكالة الوطنية للسور الأخضر الكبير العمل وفق توجيهات رئيس الجمهورية والحكومة، بعزيمة لبناء مستقبل مزدهر ومستدام لصالح جميع المواطنين.  

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته.