برقية للرئيس الموريتاني تثير جدلا في الإعلام المغربي

خميس, 02/06/2016 - 11:49

أثارت برقية التعزية التي بعث بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى "رئيس المجلس الوطني الصحراوي " تعزية في رحيل زعيم ابوليساريو محمد ولد عبد العزيز الكثير من الجدل في الإعلام المغربي ، حيث أبرزت صحيفة هسبرس المقربة من العرش المغربي في عنوانها للبرقية أن الرئيس الموريتاني يصف "كبير " ابوليساريو برئيس الجمهورية ، وهي الصفة التي يبدو أنها أثارت فضول الصحيفة .

وأضافت الصحفية بهسبرس  ماجدة آيت لكتاو ي في تعليقها على البرقية :".. وجه رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، محمد ولد عبد العزيز، برقية تعزية في وفاة كبير جبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، إلى "رئيس المجلس الوطني الصحراوي" خطري ولد ادوه.

البرقية الرئاسية، المنشورة بالموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء الموريتانية، والتي وصفت عبد العزيز بـ"رئيس الجمهورية العربية الصحراوية"، قال فيها الرئيس الموريتاني: "بهذه المناسبة الأليمة، أتقدم إلى سيادتكم وإلى الشعب الصحراوي الشقيق ولأسرة الفقيد، بأصدق التعازي وأخلص المواساة، داعيا العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته. وإنا لله وإنا إليه راجعون".

وقالت مصادر إعلامية انفصالية "إن الجمهورية الإسلامية الموريتانية أعلنت الحداد الرسمي بالبلاد بعد وفاة زعيم جبهة البوليساريو"، إضافة إلى دولة كوبا التي قررت بدورها إعلان حداد رسمي لمدة يومين مع تنكيس الأعلام في كل المؤسسات المدنية والعسكرية. من جهة أخرى، تقدم الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الصحراوية، برئاسة أمينه العام محمد فال ولد عيسى، "بخالص العزاء إلى الشعب الصحراوي الشقيق وإلى حكومته وإلى كل أصدقاء ومحبي الصحراء عبر العالم"، وفق تعبير الوثيقة التي اطلعت عليها جريدة هسبريس الإلكترونية، متابعة أن "الشعب الصحراوي فقد بوفاة رئيسه محمد عبد العزيز مناضلا صلبا جعل من السلم مبدأ استراتيجيا وقناعة نضالية لا بديل عنها". ووصف بيان التعزية وفاة ولد عبد العزيز بكونها "حدث مفجع وخطب جلل حل بالشعب الصحراوي الشقيق وكل أحرار العالم من التواقين إلى الحرية والسلام"، متابعا بالقول: "لقد كان الفقيد رمزا من رموز التعقل والحكمة وحب السلام رغم كل ظروف المحيط الصعبة. وقد كانت لموريتانيا مكانة كبيرة في قلب الراحل الكبير، وإن الموريتانيين جميعا يقفون مع إخوتهم الصحراويين في نفس الخندق ويتقاسمون معهم الحزن وكل مشاعر الألم". من جهته قال إدريس لكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، إن الحدث يتعلق بمناسبة إنسانية يفترض أن تمر في أجواء إنسانية محضة، مع النَّأي عن التوجه نحو المتاهات السياسوية التي يمكن أن تؤثر بالسلب على علاقات البلدين، لافتا إلى أن "الملاحظ أن السلوكات أو الخرجات الموريتانية ليست جديدة، خاصة وأن موريتانيا تعترف بالبوليساريو". وأفاد لكريني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن العلاقات الموريتانية مع جبهة البوليساريو ظل يطبعها المد والجزر، مبرزا أن هذا "التذبذب مرده إلى ميل العلاقات نحو المغرب تارة، ونحو الجزائر تارة أخرى، لتبقى العلاقات متماهية".

ويرى المتحدث أن عهد الرئيس الموريتاني الحالي عرف تطورا للعلاقات بين الجانبين، تمثَّل في عدد من الرسائل الرسمية المتداولة بين الرئيس وقياديي الجبهة، واستقبال عدد من الوفود الممثلة للبوليساريو بصفة رسمية ومواكبتها إعلاميا مع إيلائها أهمية كبيرة. بالمقابل، أشار لكريني إلى العلاقات التي تجمع موريتانيا بالمملكة المغربية، والتي تعكسها المصالح الاقتصادية والاجتماعية والزيارات المتبادلة، معتبرا أن "موريتانيا تحاول الموازنة ما بين علاقاتها مع المغرب مع عدم التفريط في علاقتها مع الطرف الآخر".